خاص - كشفت دراسة علمية أجريت بقسم صحة البيئة بالمعهد العالى للصحة العامة بالإسكندرية واشرف عليها د.ممدوح المسيرى رئيس القسم، أن قيام شركات المياه فى المحافظات بنزع شريحة معدنية صغيرة لا يزيد ثمنها على أربعة جنيهات من عدادات المياه المنزلية، كانت السبب فى تلوث مياه الشرب فى معظم المنازل الموجودة بالمناطق العشوائية، والمناطق التى تنقطع عنها المياه فترات طويلة.
وتتسبب ذلك فى إهدار ملايين الجنيهات التى تنفق على علاج أمراض الدوسنتاريا المعوية والنزلات المعوية والفيروسات، بسبب هذا التلوث.
وقال د. المسيري إن المواصفات المصرية والعالمية تنص على وجود صمام عدم رجوع للمياه داخل عدادات المياه المنزلية، وهذا الصمام عبارة عن شريحة معدنية لا يتعدى ثمنها أربعة جنيهات فقط، وهى تتحرك فى اتجاه واحد بحيث تسمح للمياه بالمرور من الشبكة الرئيسية بكل مبنى إلى عدادات الشقق ومنها إلى الشقق، وتمنع المياه من الرجوع فى الاتجاه العكسى.
وقال إن هذا الصمام كان موجودا بالعدادات فى مصر حتى أوائل الثمانينات ولكن بعد ذلك بدأ استخدام عدادات ليس بها هذا الصمام والمشكلة بدأت مع التوسعات، وزيادة العشوائيات وعدم رفع ضغط محطات المياه لتلائم هذه التوسعات مما يتسبب فى انقطاع المياه فى وقت الذروة وحتى المساء عن الكثير من المنازل خاصة على أطراف المدن وفى المناطق العشوائية.
وأضاف أن الكثير من المنازل يركب فيها داخل المرحاض ماسورة غسيل داخلية (شطافة) وهى معرضة للتلوث بالمخلفات الآدمية بشكل أكيد وعند انقطاع المياه ومع عدم وجود صمام عدم الرجوع يتم سحب المياه بما فيها
المياه التى تلوثت من ماسورة الغسيل بالمرحاض إلى المياه الموجودة داخل مواسير المنزل ومنها إلى الشبكة الرئيسية للمياه للمبنى كله مما يلوث مياه الشبكة وعند عودة المياه مرة أخرى تعود على جميع شقق المنزل بكل الملوثات التى تواجدت بها.
وقال"لقد قمنا بإجراء تجربة على مبنى من خمسة أدوار وقمنا يقطع المياه عنه وبعد عودة المياه اكتشفنا تلوث مياه المبنى بالكامل بنسبة مائة بالمائة.
وينصح د.ممدوح المسيرى أية ربه منزل تنقطع المياه فى منزلها أن تحاول التخلص مما لا يقل عن 20 لتر مياه دون استخدامها بعد عودة المياه لأن هذه الطريقة رغم أنها تمثل إهدارا للمياه فإنها الطريقة الوحيدة للتخلص من أكبر نسبة من المياه الملوثة حتى يستجيب المسئولون ويقوموا بتعديل العدادات للقضاء على هذه المشكلة الخطيرة